من أدعية النبي اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر أخرجه مسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
نعم وهذا الحديث حديث عظيم أيضا من الأدعية التي كان يقولها -عليه الصلاة والسلام- وأيضا مثل ما تقدم الأدعية المطلقة التي جاءت مطلقة تقال في كل وقت: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر، وهذا دعاء لا بأس أن يقوله العبد على أي حال مثل أن يقال ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وفيه دعاء فيما يغلب على ظني أنه ورد أيضا بهذا اللفظ أو قريب منه بعد الصلاة، من حديث صهيب أو قريب من هذا اللفظ عند النسائي أو عند ابن السني أو عندهما قريب من هذا اللفظ، وبالجملة فإن ثبت أو جاء معناه، فيكون من الأذكار أيضا التي تقال بعد الصلاة، لكن هو بهذا اللفظ مطلق يقال على كل حال، وفيه: والموت راحة لي من كل شر، فيه أن لا بأس أن يدعو الإنسان بأن يكون أن يسأل الله أن يريحه من الشر ولو بالموت وهذا محمول على الفتن في الدين.
ولذا اختلف العلماء هل يجوز سؤال الموت؟ الصحيح أنه لا يجوز سؤال الموت إلا عند لأجل فتنة في الدنيا، أما فتنة الدين فلا بأس كما سأل يوسف - عليه الصلاة والسلام: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ مع أنه اختلف في قوله: توفني مسلما، هل هو سؤال الله أن يميته حالا أو سؤال الله إذا أماته أن يميته على الإسلام؟ أو أنه سأل الله حال نزول الموت أن يثبته على الإسلام.
وبالجملة إن كان السؤال الموت لأجل فتنة في الدين فلا بأس به، ولهذا حديث معاذ عند أبي داود وغيره، أنه علمه قال: وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، وروى مسلم في صحيحه لما ذكر الفتن وشدتها وقال، والرجل يمر بالقبر، فيتمنى أن يكون به مكانه ليس به الدين إنما به البلاء، يعني ليس به تمني الموت من أجل الدين والفتنة في الدين، لا من أجل البلاء من أمور الدنيا، ويفهم منه أنه لو كان من أجل الدين فلا بأس به.
وقد سأل عمر -رضي الله عنه- فيما ثبت عنه كما روى مالك في الموطأ وغيره، أنه قال: اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مفرط ولا مضيع، ثبت عن البخاري -رحمه الله- أيضا أنه لما حصلت له الأمور التي مع أبي خراسان في مسألة لفظ القرآن وما أشبه ذلك وحصل بعض الأمور وبعض الفتن في زمانه، سأل الله -سبحانه وتعالى- أن يقبضه، فلم يلبث إلا ليالي فمات رحمه الله.
وكذلك يروى عن بعض السلف أيضا أنهم فعلوا ذلك، وكذلك قول مريم عليها السلام: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا لأنهم حينما قذفوها واتهموها، وكان هذا من أعظم المصائب في الدين مثل ما تقدم، هذا وإن كان شرع من قبلنا فهو شرع من قبلنا إذا كان ساقه ذكره الشارع على سبيل المدح فهو شرع لنا عند الجمهور وخاصة بما جاء في الأدلة ما يؤيد هذا ويدل عليه.
ولهذا قال: والموت راحة لي من كل شر، والشرور المراد بها الشرور التي يحصل بها الفتنة، في الدين، وكذلك قوله والموت راحة لي من كل شر، هو في الحقيقة لم يسأل الله أن يقول ما قال: أمتني، قال واجعل الموت، وهذا فرق، فرق بين أن يسأل الله الموت، وبين أن يقول: اللهم اجعل الموت راحة لي من كل شر، بين أن يسأل الله أن يميته، وبين أن يكون راحة له من كل شر كما ورد في الخبر نعم.
فااسال الله العظيم ان ينفعا بما علمنا وانا يزقا جميعا الصدق والاخلاص..
قولو امين..