في ليلة ظلامها حالك ....
جلست على شرفتي ..
أرقب ما وراء ستائر الظلام ...
أنصت بعمق فأسمع لهمسات الصوت
دويا مرعبا !!
والهواء العليل الناعم الملمس
رياح عاتية !!
في جنح الظلام كانت قد شقت نافذتها
بعد أن أرخى الليل سدوله
أمعنت النظر جيدا
علني أراها تغازل حبيبا
جلس تحت نافذتها
لكني وجدتها تتجه ببصرها
نحو خيوط قادمة من السماء
ظلام حالك السواد
كلون شعر غجرية منفول يداعب الهواء
كانت خيوط النور قادمة من قمر
نسي العالم وانبهر بسحرها الفتان !!
حينها تسابقت خيوط النور
لتداعب خدها الريان
وتلامس أهدابها الناعسة ..
التي هجرت السبات!!
كنت ألحظ رغم البعد والظلام ..
احمرار وجنتيها من وشوشات القمر
كان بريق عينيها الساحرتين
يشق عباب الظلام
ينبئ عن حزن تنوء عن حمله الجبال
تسمرت في مقلتيها الدموع وانحدر بعضها
على سفوح وجنتيها كلؤلؤ منثور
رغم اهتمامي برؤية ما أرى من سحر جذاب
إلا أن اهتمامي كان منصبا لأسترق السمع
فهناك همس ووشوشات وحوار دافئ آخاذ
يسحر الألباب من عمق الفؤاد
وعدها النور من خيوطه
وخاتم سليمان من بحوره
والعيش أميرة في بروجه
كان جاري يستمع بحذر
إلى أن انتهت وعود القمر
فرد بلهجة المعاند الواثق
مغلقا كل المداخل
فاليوم أصبحت على يقين كامل
بأن مملكته لا يمكن أن تبنى بين الكواكب
لا قمرا تريد .... ولا نبتون ...
ولا زحل
ولا أورانس
نافذته جنته ...
وخيوط الشمس من فجر قادم!!
أرضها تبكي .... حين تبتسم الكواكب
فقد عشقت الظلام والصمت والوحدة
وعافت الزيف .. وأغلقت حوارات عقيمة
فلا حوارا لقلب مع روح
ولا روح مع نفس
ولا مستقبل موعود !!
فالصدق ضاع في الدروب
والحب بات مصيدة للعقول
لا للقلوب
فجأة انسلت خيوط القمر عائدة بثوب العار
من مكرها الغدار
مخترقة فضاء لوثته البشرية بكافة الأقذار
عائدة إلى قمر حقيقته صخور وحجار
لا يعرف المشاعر ولم تلامسه أحاسيس الأوتار
جاءت إلى مسامعي ترانيم ساحرة
تلتها آية باهرة
(( اقتربت الساعة وانشق القمر ))
عندها قلبي من الحزن انفطر
هذه علامات الساعة ...
هذا كان همس القمر
هنا
أغلق جاري نافذته
عندها
دمعي انهمر !!!!
منقووووووووووووووول