هل من المحتم علينا أن نشرب من ذات النبع الذي ارتوينا فيه بالماء العذب؟؟
هل من المحتم علينا أن ندوس الشوك في أرض الجنة التي قضينا فيها أجمل ايام العمر؟؟
ألا نستطيع-حين يغدر بنا الأصدقاء-أن نقيم اعتبارا لكل الماضي الحلو فيقترب كل منا خطوة نحو الاخر..؟؟
هل يتعذر علينا في لحظة الغضب من صديق غادر أن تسترجع أذهاننا فضلا واحدا من أفضاله القيمة القديمة...التي لطالما تغدينا بها في أيام الرضى..؟؟
*******************
هل فكرت في كلمة "آسف" باعتبارها قرص دواء مر لكنه يحمل الشفاء من آلام الجفوة و القطيعة للأبد..؟؟
هنالك كلمة من نور قادرة على انتزاع الغل و المرارة...و استعادة البهجة و الراحة و الطمأنينة..إنها كلمة""سامحني""!!
في لحظات الألم الشديد الذي تسببه خيانة الصديق نحتاج أن ننظر إلى السماء..
من حيث تتدفق ينابيع الوفاء التي تغسل كل الجروح..
*******************
قلت لنفسي...نحن بشر ضعفاء..
و حياتنا يشوبها النقص و الضعف و الأنانية..
و نحن عاجزون عن تقديم الصداقة الحقة بصورتها المثالية التي نريد..
لذلك فليس من الحكمة أن نتوقع منهم زهورا بلا أشواك...و عطاء بلا حدود...
فإذا كنت أتطلع إلى صداقة دائمة و عطاء مستمر..و حنان دافق بلا حدود..
فليس البشر غايتي و مقصدي...بل يجب ان أرفع عيناي إلى السماء...
و أملأ ناظري من ينابيع الوفاء...
يا رب...يا رب...يا رب...
كثيرا ما خابت آمالي في الأصدقاء...
فقد كنت أظن أن الصداقة لل تهون و لا تذبل...
و كنت احسب انها لا تزول...و لا تفنى...و لا تشيخ...و لا تتراجع...
فاكتشفت ان الكثيرين يصادقون بمنطق التجارة..و المنفعة و الكسب!!..
كنت أحسب أن الصداقة رداء شفاف..
فعرفت احيانا انها تصبح جدارا سميكا يخفي وراءه الكثير!!..
فتحت قلبي للعابرين...و فرشت فيه بساطا للراحة..
فغرسوا فيه الأشواك الدامية...!!
فقد صارت الأأيام ضنينة بالعطاء سخية بالأذى..
اللهم اجعلني أتطلع إلى صفاء حبك..
و أن أنهلم من ينبوعك المتدفق بالعطاء و السخاء و الرخاء..
و أن أجعل من حبك تعزيتي و سلواني..
فأتحمل جفوة القريب......و غدر الصديق..