وجدة هدا المقال بجريدة المساء المغربية فنقلتها لاحلى اعضاء
أرسل إليك بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت وأتمني ألا تهملي رسالتي أو تؤخريها.. فردك هو ما أستنير به وأعلم أنك لن تبخلي به عليّ.
عمري 23 عاما.. تزوجت من عام تقريبا وقبل أن أسرد عليكم مشكلتي دعوني أحكي لكم قليلا عن نشأتي فقد نشأت في أسرة محافظة جدا محترمة وملتزمة دينيا.. نبراسنا هو الأخلاق.. منع عن الاختلاط بالرجال حتي في الكلية لم أختلط بزملاء الدراسة.. حتي صباح الخير كانت ممنوعة علي الطرف الآخر.
هكذا تخرجت في الجامعة دون أن أخاطب رجلا واحدا حافظت علي نصائح والدتي ونتيجة لهذا الحفاظ.. أهداني الله زوجا رائعا مثاليا في كل شيء أحببته جدا.. ومر العام وأنا سعيدة إلي أن نزلت إلي مجال العمل وبدأت أذهب لعملي.. حدث لي كثير من المفارقات.. والمفاجآت أيضا بسبب عدم اختلاطي.. لظروف العمل كان لابد من الاختلاط في أضيق الحدود ولك أن تتصوري طبيعة امرأة لا تعرف في حياتها رجلا إلا زوجها وسأضرب لك بعض الأمثلة علي هذا الاختلاط الذي حدث ذات يوم تسببت في وجود مشكلة بيني وبين مديري في العمل والسبب هو أنني لم أتعلم المواجهة أو الكلام مع رئيس ومرءوس مع أن الجميع يشهد لي بالأخلاق الحميدة.
شيء آخر هو وجود زميل يعمل كمساعد لي في العمل.. كلامنا عادي وعابر بحكم الوظيفة.. ذات يوم طلب مني ابنه الصغير رقم تليفوني وقال إن والدته تريد محادثتي وفعلا أعطيته الرقم فهي زوجة زميل ولا يليق بي الرفض.. ثم كلمتني وتعرفت عليّ في التليفون وشكرتني علي اهتمامي بابنها وتشجيعي له.
كلمني زميلي في نفس المكالمة وشكرني علي حسن تعاملي مع أسرته.. وذات يوم اضطرتني الظروف للغياب عن عملي بسبب عودة زوجي من السفر.. اتصلت بي زوجة زميلي لتطمئن علي عودته وتسلم هي وزوجها عليه.. هذا نوع من الاختلاط بيني وبين زملاء العمل إلا أن زوجي عندما سمع ذلك ثار وغضب وأهانني بل قام بضربي ومنعي عن العمل مع أنني لم أرتكب أي خطأ.. لكنه قال إنه لم يتعود مني علي هذه التصرفات وأنا لا أعرف حقا.. هل هذا التصرف خطأ أم لا؟.
مثال آخر هو أنني عندما عاد زوجي أخذت هدية بسيطة عبارة عن قطعة قماش وأرسلتها مع ابن زميلي لوالدته مما اعتبره زوجي خروجا عن العادات والتقاليد وبأنه لا يصدر عن إنسانة محترمة.. وأجبرني علي ترك العمل ولهذا قمت بالترتيب لأخذ إجازة حتي لا أفقد عملي ولكن لأنه لا يوجد إجازات قام زميلي ومساعدي هذا بعرض خدماته بأن يتكلم مع المسئولين ليساعدوني في الحصول علي إجازة وهذا بحكم أقدميته عني في العمل ثم عرض أن يأخذ الأوراق ويذهب مع زوجي أو والدي ليسهل لي المهمة وكل ذلك بلا فائدة ولهذا استجبت لمطالب زوجي وتركت العمل لكن فوجئت بعد ذلك أنهم وافقوا علي الإجازة المطلوبة.. فهل أنا علي خطأ أرجو أن توجهيني وترشديني هل يوجد عيب فيما حدث.. فليس لي أم ترشدني.. رجاء الرد سريعا.
بدون توقيع
** أتصور يا صديقتي أنك تمتلكين مشكلة أكبر مما تتصورين وأعمق مما تطرحين من أسئلة لكنني سأجيبك عن أسئلتك فأنت لست مخطئة ولا ما قمت به من تعامل مع زميلك أو زوجته يعد اختلاطا أو إباحية.. فهذا منطق العمل والعلاقات بين الزملاء.. ولكن ما يجب التوقف عنده والتفكير فيه وأخذه في الاعتبار هو رد فعل زوجك الذي وصل للإهانة والضرب ومنعك من العمل.. كلها أنواع من العقاب لا يستوجبها الموقف فهو لم يكتشف علاقة خاصة بينك وبين زميلك وهذا كان حريا أن يدفعك للتفكير مع أي رجل تعيشين؟.
إنه رجل غيور لدرجة الظلم بل انه حتي فقد البصيرة ألم تفكري إذا كان هذا هو رد فعله أمام المواقف الصحيحة فما بالك لو أخطأت خطأ صغيرا.. أنت في حاجة لوقفة ونظرة متعمقة في شكل علاقتك به.. فلو كان زوجا رائعا كما تقولين فعليك بمناقشة هذا معه والحوار وعدم الخوف والاختباء خلف السلبية والاستسلام والخنوع.. وهذا هو ما فعلته.. فلقد تركت العمل دون كلمة أو اعتراض ونفذت له ما طلبه وهذا حقه شرعا لو كان علي صواب ولكنه يستغل فيك الخوف والجهل رغم علمك وتعليمك.
يا عزيزتي للزواج قواعد وأصول وللزوج الطاعة إذا كان يستخدم حقوقه فيما يرضي الله دون تجن وكانت نساء المسلمين قديما يتاجرن ويحاربن ويعملن ويختلطن في حدود الشرع والدين فإذا كنت لم تتجاوزي هذه الحدود التي تفرض عليك عدم الخلوة بأجنبي أو حوارات هامة بينكما أو ما يوقع بك في الشرك.. فعليك الدفاع عن حقك في العمل وفي الحياة الاجتماعية.
أما المؤشر الخطير الذي أشير إليه ومدي عمقه فهو تعامله مع المشاكل.. تعامل جد خطير يبشر بنذير شر.. ولهذا أقول لك ناقشي الأمر ولا تستسلمي للخوف.. له الطاعة بحدود وعليك واجبات وحقوق بحدود أيضا.. يجب أن تسألي عنها لأنك لو تنازلت عنها اليوم فليس من حقك السؤال عنها غدا.
زوجك غيور وعصبي وغير متفاهم.. ابحثي هذا الأمر قبل أن يصبح هناك شركاء معكم في الحياة يحملون هذا العبء معك.. وقد يغير زوجك مسار تفكيره لو وجد عقلا يناقشه وليست قطعة "صلصال" أنا لا أحرضك بقدر ما أدعوك لحياة سوية لك فيها مثلما عليك وتمنياتي لك بالتوفيق.
لك .. وحدك