بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النجاح أمنية غالية يحرص كل إنسان على تحقيقها..
البعض يعمل وينجح ويتألق، .... بينما البعض الآخر يفشل،,,
والحقيقة التي ينبغي معرفتها أن لكل مجتهد نصيباً، وأن النجاح لا يأتي صدفة أو بضربة حظ أو بطريق الفهلوة والنصب
ولكن للنجاح شروط ومتطلبات لابد من توافرها حتى يستطيع الإنسان أن ينجح في الحياة.
فنجاح الإنسان يتطلب منه عملاً وجهداً دؤوباً متصلاً لا يعرف الكلل أو الملل.
فالغالبية العظمى من الرجال والنساء الناجحين أو المشهود لهم بالكفاية والاقتدار ... لم يبلغوا ما بلغوه اعتماداً على الحظ
أو الصدفة البحتة، كما يحلو لبعض الفاشلين أن يدَّعوا لتبرير فشلهم، بل إن هؤلاء جميعاً بدأوا من الصفر، وتدرجوا في أعمال
ومناصب عديدة ومتنوعة، وواجهتهم صعاب ومشكلات لم يستسلموا لها، ولكنهم تخطوها وتغلبوا عليها بالعزيمة القوية
والجهد المخلص حتى حققوا ما تمنوه من نجاح كبير.
والنجاح الحقيقي يحتاج إلى جهد وكفاح وتعب يعقبه راحة وسعادة ..
فأوائل الطلبة المتفوقون في الشهادات الثانوية على سبيل المثال تعبوا وسهروا الليالي في المذاكرة والتحصيل
ولكن النتائج التي حققوها أراحتهم، إذ مكنتهم من دخول كليات القمة التي يرغبونها كالطب والهندسة
أو غيرهما من الكليات المرموقة.
ولكن ........... من هو الناجح حقاً ؟؟!!!
الناجح حقاً هو المؤمن التقي النقي الذي يعمل لآخرته ..
حيث يجعلها أكبر همه ومبلغ علمه، فحياته الحقيقية هي الآخرة، وكل عمل صالح يقربه من رضوان الله ودخول الجنة,,
قال تعالى:
(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال تعالى:
( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها )
فالجنة ورضوان الله غاية المتقين والسعداء والناجين حقاً..
ولكن الجنة ليست درجة واحدة، بل درجات، ومن كانت همته عالية كانت الدرجات العلا في الجنة أمنيته ورجاء له
وكان عليه أن يبذل أقصى جهد ممكن لنيل الفردوس الأعلى في الجنة،,,
وهناك مجالات كثيرة أمام كل راغب في الجنة مثل :
المحافظة على الصــــــــلاة في جماعة
وقضـــــــــــاء حوائـــــــــــج الناس
وحسن الخلق في التعامل مع الناس
والإكثار من ذكــــــــــــــــر الله
ونشر العلم النافـــــــــــــــع
وإغاثة الملهوفيــــــــــــن
وصلة الأرحـــــــــــام
والدعــــــوة إلى الله ,,
وأخيراً ..........
النجاح حقيقة ورغبة يحركها عمل متواصل وإخلاص وتفانٍ لبلوغ ذلك النجاح
مع استعانة بالله وتوفيق من الرحمن.
وما أجمل ما لخصه العلامة القيم ابن قيم الجوزية (رحمه الله) لبلوغ النجاح بقوله:
"وقد أجمع العقلاء في كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة
وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة
ولابد دون الشهد من إبر النحل".
,
,
فطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر ..
وويل لمن جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير،,,