[size=24بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي ذر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم
تجربة عملية
منذ أيام قليلة كنت أسير في أحد الطرق الصحراوية التى لا يسير فيها إلا المضطر إلى هذا الطريق والشاحنات.
ودرجة الحرارة قد تصل إلى 50 درجة تقريبا ولكني لم أشعر بها لأن مكيف السيارة كان جيدا والحمد لله .
وبعد بداية الطريق بكيلومترات بسيطة لاحظت أحد الأشخاص يقف على الطريق بعد أن تجاوزته ولم أستطيع الوقوف لسرعة السيارة فتركته وسرعان ما لامتني نفسي . لماذا لم تنتبه ؟ وتذكرت قول الله تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }
وسرعان مارزقنى الله تعالى برجل آخر يقف على الطريق فتوقفت أمامه وتحول الحوار مع نفسي إلي الحوار مع هذا الرجل.
بطبيعة الحال سألته أولا بعد الترحيب به عن المنطقة التي يرغب في الوصول إليها ؟
فكانت المنطقة على بعد ساعة وربع تقريبا . وقبل المكان الذي أقصده بنصف ساعة تقريبا .
فسألنى : من أي البلاد أنت ؟
أجبته : من مصروأسمى على
ثم سألته عن أسمه ؟ لأن من هيئته ولهجته علمت أنه من الهند .
فأجاب : أسمى جيديش - gedech
فسألته : هل أنت هندو ؟ ( أي من عبدة كريشنا ) وهو أحد أصنام الحضارة الهندية الكبار ، تعبده طائفة من الهندوسية وتتطابق هذه العبادة مع النصرانية .
فأجاب بإنكار شديد : لا أنا كريستين ( أي نصراني )
فسألته عن ملته ؟
فأجاب: أنا كاثوليك
فلاحظت رجل آخر واقف على الطريق فوقفت له وركب وتحولت بالحديث معه لأن من هيئته فهمت أنه مسلم ورغبت أن أبداء الحوار مع أخي المسلم وأشرك فيه النصراني بطريق غير مباشر حتى لايظن gedech أن المقصود من كلامي أو حواري معه هو التهجم على النصرانية فلا يتقبل منى قول وربما يطلب منى التوقف لينزل من السيارة .
فسألت الرجل : من أي البلاد ؟
فأجاب : من إيران
فسألته : شيعي
فأجاب : سني والحمد لله
فبدأت بسؤال : كيف حالك مع الله ؟
فأجاب : الحمد لله أصلى
ومن هنا بدأت بفضل الله تعالى الحديث كأنه موجه له ولكن كان المقصود هوgedech حتى أستطيع فتح الحوار معه في إلوهية المسيح بالذات .
فقولت له: مهم جدا أن نعرف الله حق المعرفة وليس الصلاة فقط .
ثم وجهة له سؤال مقصود : هل يستحق العبادة غير الخالق سبحانه وتعالى ؟
فأجاب : لا
فقولت له أن الشيعة يقولون : إذا دعوت على أجابك وإذا دعوت الحسين أجابك .
فهل من العقل أن يترك الإنسان دعوة الخالق وليجاء إلى المخلوق ؟
ثم توجهت بالسؤال إلىgedech من الخالق ؟
فأجاب: الله – وأشار إلي السماء
فسألته : هل المسيح هو الله ؟
فأجاب : نعم
فسألته : هل قال المسيح أنا الله ؟
ولا أخفى عليكم صعوبة الحديث بالنسبة لي من حيث اللغة حتى اللغة العربية أتحدث بلهجة مكسرة لا تمت للعربية بشئ حتى تصل اليه المعلومة وكلمه شبه انجليزي على كلمه هندي على كلمه عربي ولكن هي إرادة الله سبحانه وتعالى .
والله لو أردة أن أتحدث الآن بنفس الطريقة والأسلوب ما استطعت .
ودار الحديث بيني وبين gedech عن ادعائهم إلوهية المسيح بالعقل تارة وبالنقل تارة وهدمها بفضل الله تعالى ثم تحولت بالحديث عن فضل الله تعالى على عباده فلاحظت سكونه وصمته وبدأت ملامح وجهه تتغير ورغبته في الاستماع بعد أن كان حريص على الدفاع والتصدي ( وكان الشاب مثقف ويجيد التهرب من الأسئلة كعادة النصارى ولكني لم أعطيه الفرصة بفضل الله تعالى ) ولاحظت حينما نظرت إليه نظرة خاطفة حتى أنتبه إلى الطريق بعض الدموع . فاستكملت حديثي إلى أن وصلت إلى سؤال وجهته إليه :
· من له القدرة على مغفرة الذنوب ؟ فسكت ولم يرد
· هل يستطيع القس أن يغفر الذنوب بالاعتراف له بالذنب والخالق سبحانه لا يستطيع أن يغفر ذنب آدم ؟ فسكت ولم يجيب
· ألا تدرى ماذا يفعل القس مع النساء المعترفات ؟ فهز رأسه
· هل تدرى ما مصيرك اذا مت على ما أنت عليه الآن ؟ تعبد مخلوق وتترك الخالق ؟
· طلبت منه ولاعة أو كبريت فأعطاني الولاعة فأشعلتها وقولت له : هل تستطيع أن تتحمل هذه النار ؟ فقال لي : لابد أن أفكر أعطني تليفونك . أعطيته وأعطاني رقمه .
· فقولت له : هل تضمن إذا اتصلت بي تجدني حيا أرزق ؟ أم من المحتمل أن أموت الآن ؟ أو بعد نزولك من السيارة ؟ والعكس فذاد بكائه وهز رأسه وقال : صحيح
· فقولت له : إذا عليك أن تعجل الآن بالإسلام قبل فوات الأوان .
· فهز رأسه وقال : ok - how can muslim
· ففهمت أنه يسأل كيف أكون مسلما ؟
· فقولت له:هل أنت صادق فيما تقول ؟
· فقال لي:ما الذي جعلك تقف لتحملني وكثير غيرك لا يقفون لأحد ؟
· فقولت له :إن الله تعالى يأمرونا كمسلمين أن نفعل الخير وان كان مع الكافر . ولذلك وقفت لك طاعة لله ولم أنظر إلى ما تعتقد فأنا ماكنت أعلم أنك على النصرانية أو على الإسلام إلا بعد الحديث معك .
· فذادت دموعه وكأنه طفل برئ . فقولت له الآن ردد ما أقول وأحفظه جيدا
· أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وأشهد أن عيسى عبد الله ورسوله.
· فردد الشهادة والحمد لله رب العالمين بفضل من الله وأخبرته أنه واجب عليه الاغتسال فور وصوله إلى سكنه ويردد الشهادة وخلال أسبوع والحمد لله تعلم كيفية الصلاة ورزقه الله بأحد الأخوة إمام مسجد في المنطقة المقيم بها بتعهده ويعلمه . والحمد لله رب العالمين][/size]