ما معنى أن أحب ؟
.. ان الحب هو اجمل شيء قدمه الله للانسان ، و اراد الله من الانسان ان يختبر عمق هذا الحب ، صنع كل شيء قبل آدم حتى لا يجد آدم شيء يعوزه بل الكل تحت سلطانه ، فيقوده هذه الامور للحب و التعلق بالله و ليس بالمادة ، و بالجسد ،
اذا فالحب هو قصد الله للانسان و لكن الانسان بعيدا عن الله لا يستطيع ان يقدم الحب المقصود ، فالجميع يعلنون مقدرتهم على الحب و انشاء علاقات بعيدا عن الله ، و لكن هذه العلاقات ينقصه المصدر لكل حب فينا الا و هو الله ،
فبعيدا عن الله العواطف و ان حملت كل صدق هي غير نقية و القبلات غاشة و الافكار ملوثة مهما كانت مقدسة ، لان الخطية لوثت كل شيء
و لكي أوضح الامر اذكر مثلا بسيط
اذا كانت يد شخص ملوثة بفيروس خطير يسبب الموت لكل من يتم التلامس معه ، و قدم لك افضل هدية و اروعها على الاطلاق فهل سترى الهدية و تقبلها بكل سرور ؟ بالطبع لا لا يوجد من يقبل هذه الامور ، هكذا الحب بعيد عن الله ناقص لمانحه ، فرغم الله هو المانح للحب ، لم يترك الانسان بلا حب
ان التشويه هنا في استخدام الحب بعيدا عنه و هو تشويه لانه لا يرى الا العواطف المدمرة و التي سرعان ما تهدأ عند زوال المثير ، فالحب طاقة بناء قد تهدم اذا استخدمناه خطا
و ماذا يعوز الانسان الا لسؤال نفسه ؟ هل الحب تشويه بالطبع لا
و لكن
الله ان لم يكن هو المحبوب و موضع الحب فقدنا كل شيء ، نعم يحب الانسان ابيه السماوي و لكن هذا ليس مجرد اب سماوي
فبه نحيا و نتحرك و نوجد
هو الصديق و الاخ و الحبيب و الرفيق ، بدونه لن نجد الراحة او الفرح و نعم كل حب بعده تشويه ، أما حبه فهو كل الصواب ، الحب بوابة لا يمكن تجزاتها ، طريق لا يمكن العرج فيه
فاما القلب كله او لا شيء
لاننا نجزأ الاشياء في حياتنا فيمكننا ان نقول مثلا ساذهب الى العمل و بعد ذلك الى المنزل ثم الى المتجر لشراء شيء
اما الحب الالهي ، لا يمكن اعتبرها امر عادي و بدونه نفقد الغرض من الحياة و ان ظننا اننا امتلكنا هذا الحب بعيدا عن الله و عن التعلق به ، فنحن مخطئون
أخيرا
ان الحب هو اجمل و اروع الاشياء التي ستبقى بعد انحلال الارض و العناصر ، الحب باق ام اي شيء اخر هو له وقت ، فعندما تعرف الله بشكل حقيقي و تذوق محبته لن تتردد في ان تمنحه كل حياتك
و عندما تنظر لاي شيء تكون كالسراب لا تدوم ، عزيزي القارى
الله هو المحبة و نحن نحب لان الله محبة ، اما بعيدا عنه تشويه بكل معنى الكلمة ، و اننا فيه نستطيع العطاء
نختبر حبه و نمتلى فيه عشقا و غنى و نعمة كبيرة و نصير اولاده بالحقيقة حينئذ نستطيع منح الحب بدون شوك ، فالاختبار يسبق افكارنا و عواطفنا و خبراتنا
لذلك اختم رايي الشخصي و اجتهادي بهذه الكلمات
[center]