لحظات فارقت فيها الحياة......................................

الليلة حالكة الظلام

ليلة كئيبة ...
حزينة



وعقارب الساعة تطارد بعضها البعض فى إيقاع عجيب

أسمع صوتها كقذائف تدمر مدن قلبى

تحطم كيانى ...

حيرة كبرى ما زالت تعتصرنى ...

ولا يدرى قلمى أى الحروف سيرسم هنا

تردد كبير يملأ جوانب عمرى

وما زلت فى منتصف الطريق أحاول اتخاذ قرار حاسم فى معركة عدوها أنا

من الصعب أن تكون عدو نفسك

أن تفعل الشئ ونقضيه فى آن واحد

أن تنقسم مشاعرك وافكارك

أن تهرول إلى مرآتك كل صباح لترى جمال وجهك

فترى المرآه لا تعكس سوى فراااااغ

مهما حاولت جاهدا أن تصفع وجهك ...

لن ترى سوى مرآة شفافة
لا تعكس سوى نفسها
كأنها ترفض الاعتراف بوجودك


ما زلت لا أدرى أى الحروف سأخطها هنا

فأنا ما زلت تائه فى ظلمات ذكريات مضت

وألبوم صور كنت ذات يوم بطل حكاياته

أيضا عندما راجعتها ...

لم أجد صورتى ...
كأن التاريخ يرفض وجودى
يطردنى خارجا على هامش الوجود بأكمله
وتلفظنى أنفاسى رافضة إياااااااااااى

مؤلم

إحساس مؤلم أن لا يشعر بوجودك أحد

وأن لا يفهمك أحد

حتى أنت
لم تعد تشعر بوجودك
بدأت ترفض الاعتراف بنفسك لشئ تجهله

تقسو على نفسك

تعاتبها

تمزقها ...

تعذبها ..
تسجنها فى بئر حرمانك
ترفض فكرة وجودك
كأنك لم توجد من الأساس



ما زلت ألفظ أنفاسى الأخيرة

على أنقاض عمرى
الذى ضاع هنا




الليلة مرعبة ....
ممطرة ...

لا ضوء فيها ...

ما زلت لا أجد نفسى ...

تعبت من البحث هنا فى طرقات الحنين

كل الطرق شائكة ....

كل الساحات حفظتها ...

كل مدن العالم بحثت فيها عنى ....

لم أجدها سوى هنااااااااااااااااااااااك

داخل شمعة فى الركن الهادى بجوار أريكتى الخالدة ...

لطالما شعرت بإحتراق جسدى كلما ذاب جزء منها ...

لطالما كانت أنا ...

شمعة تحترق ....

تذوب ...

تنتهى ....



يا لسذاجتى ...

يا لغبائى
وأنا أرقص مع أشباح
صنعتها تلك الشمعة فى الظلام الموحش ...

أشباح ... نقشت ذكرياتها الحزينة على جدران مشاعرى ...

مشاعر تمزقنى الآن ...

يا لسذاجتى وأنا أصارع نفسى ...

جيوشا ...
وشعوبا ...
ومدنا تحارب الطغيان

عالم أنا به الطاغى ...
والقاتل ...
والبطل

الآن أستعرض شريط ذكرياتى
على ضوء شمعتى ...

يتراقص ضوءها مع ترانيم الألحان الحزينة

يبدوا أنى ألفظ أنفاسى الأخيرة ...

الشمعة أيضا لم بتبق منها سوى القليل ..

ما زالت تحترق ...
وتحرقنى معها ...

تسقط دمعة منى مع سقوط كل جزء يحترق ..

كنار ملتهبة تلتهمنى ...

وأرى شبحها ...
يرسمه لى سراب الشمعة على حائط غرفتى الحزينة

ارقص معها على أوتار الحب الأبدى الذى افتقدته

واضمها إلى بشدة خوفا من هروبها ...

أمسك بذراعيها ...

أنظر إلى عيناها ...

أضمها إلى صدرى ...

ما زال حضنها يساوى الدنيا وما فيها

ما زلت ارتاح بداخله من همومى

كم أفتقدك يا حبيبتى ...

رغم وجودك معى فى كل لحظة من لحظات حياتى

كم أشتاق إليك كلما اقترب منك

كم أحبك

كم أعشقك

كم يصعب على فراقك

لكن ما بيدى حيلة

فأنا ألفظ أنفاسى الأخيرة


سقطت من عيناها الرائعتان دمعة صغيرة حانية

حاولت جاهدا أن ألتقطها بيدى قبل السقوط

فأحرقت يدى ...

فانتبهت أنى أمسكت بقطعة من شمعتى أذابها نيران حزنى


فصرخت من هول المصاااااااااااااااااااب

ولم يخرج صوتى فى البداية ...


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبى كم يعتصرنى الحنين إليك

آآآآآآآآه يا حبيبتى على نفسى التى هربت منى إليك

آآآآآآآآآآه على حزن يمزق صورتى

يمزق حنينى

يقطع شرايين يدى

آآآآآآه
على وجع امتزج فى دمائى

آآآآآآآآآه
كم حاولت ترتيب ملامحك على رفوف أفكارى

وكم من خنجر مزروع فى خصرى يبدد آحلامى

آآآآآه
على وجع يكسر عظامى

وعلى أيام ضاعت بين خيوط أناملى

التى رسمتها خريطة وجودك فى حياتى ...



لو كان مقدر لى الحياة أكثر ...

لو كان مقدر لى أن اعيش ولو يوما آخر ...

مجرد لحظة أخرى

لصرخت بك .. أحبك

وسأظل أحبك

أحبك
أ ح ب ك

أشعر بظلام يحوم حولى
يعتنقنى
كأنه كان يفتقدنى

الصورة أصبحت مشوشة

دموع تنهمر

نيران بداخلى

ألم يعتصر فؤادى

لمحت شمعتى الخالدة

تذوب منها آخر قطعه

آخر قطعة منى

الآن فقط

عرفت

لما أنكرتنى مرآتى

أنا

مجرد

صرخة حب

صرخة ألم

أنا شمعة احترقت

فاحترقت

وانتهت

فانتهيت معها

كل ما أطلبه

أن تتذكرنى دائما ...

فشبحى سيلاحقك دوما

لأشعل نفسى مجددا كلما أظلمت بك الدنيا

تذكر فقط

أنى

أحبك

أحبكأحبك

إحساس مؤلم أن لا يشعر بوجودك أحد

وأن لا يفهمك أحد

حتى أنت
لم تعد تشعر بوجودك
بدأت ترفض الاعتراف بنفسك لشئ تجهله

تقسو على نفسك

تعاتبها

تمزقها ...

تعذبها ..

تسلم ايدك مبدع