السواد الأعظم من البشر يعتقد بوجود الحب ,انه أمر واقع لا مراء في ذلك، فلهذا ينسبون إليه العجائب والغرائب ، فيزعم المحب منهم أن الحب أفناه وأضناه وفتت كبده وشق فؤاده وأدمى مقلتيه وأفقده رشده وأعمى بصيرته ، وأقبر أمانيه ونسف أحلامه وأتفه وجوده وأضعف جسده وأنحله . حتى أصبح لا يرى بالعين المجردة .
وفي مقابل ذلك يرى آخرون ان الحب هو الذي أنعشهم وأحياهم وأسعدهم وأثبت وجودهم وألطف مشاعرهم وفجر نبع عواطفهم وغذى أرواحهم وجعل تحقيق المعجزات أقرب إلى المنال .
بينما يرى منكروا الحب و المعارضون والمعترضون له أنه وهم فهو حديث خرافة فما هو إلا شهوة عابرة تخبو بأشباع الغريزة ويبدو أن هذا الفريق هو الأقرب إلى الواقع والمستهدف لكبد الحقيقة وإليكم البيان والتبيين على ذلك:
1. إذا أردنا أن نعرف ما هو الحب لا نستطيع فلو كان موجودا بالفعل لأمكن تعريفه ولاتفق الناس على تعريفه مما يعنى انه وهم وخيال .
2. الحب شهوة جنسية جسدية تتقد في مرحلة الشباب وتخبلو في الكهولة والشيخوخة حينما يضعف الجسد.ولهذا لا نجد شيخا مجنونا وميتا وميتما بالحب والغرام.
3. عدم التمييز بين الحب العاطفي والمادي فيقول الطفل أحب لعبت أو سيارتي ويقول الرجل أحب وطني وتقول المرأة أحب بيتي أو هذا الفستان، أواحب هذا اللون .وسأعرض هنا واقعة حقيقية: حينما كنت صغيرا في القرية وكان من العيب أنذاك أن يذكر الحب فأراد احد أعمامي أن يعلن في حفلة عائلية أنه يحب زوجته فقال أمام الملأ : اعلموا يا ابنائي أني أحب بغلتي وزوجتي. فجعل البغلة والمرأة في درجة واحدة.
4. الحب وهم وربما هو مرض نفسي مثل الهلوسة التي يتخيل بوجود أشياء لاأساس لها من الصحة.أو هو نوع من انفصام الشخصية.
5. إن الكثيرين يتاجرون فيما يسمى حبا فأصحاب الأغاني والأفلام على حسابه يتقوتون ولذلك يجسدونه كأنه واقع لأغراض تجارية.
6. لو كان الحب موجودا لأتفق الناس عليه ولأمكن تعريفه ووصفه ولهذا فليس بحقيقة فهو أشبه بمن يبحث عن قبعة سوداء في غرفة مظلمة لا وجود لها في تلك الغرفة .كما قال وليم جيمس الفيلسوف الأمريكي عن الحقيقة المفقودة.
إن الحب أشبه باللانهائية أو بالأعداد التخيلية التي لها وجود في الذهن دون الواقع.